السبت، 1 سبتمبر 2012

رائحة سبتمبر




 اليوم هو الأحد الرابع من سبتمبر لعام 2012. استيقظت متأخراً كعادتي إلا أنني لم ألحظ ذلك الأمر جيداً. انتعش جسدي بهواء الشتاء الذي اشتاق اليه طوال فصل الصيف. فتحت نافذة غرفتي فأطلت منها دفقة ناعمة من هواء بارد دغدغ مشاعري, وانساب جسدي فاسترخيت علي سريري ورحت أتأمل سماء سبتمبر وقد اصطفت فيها السحب صفاً. اه يا لها من لحظة بديعة, ارتديت ملابسي علي عجل وقد صممت علي معايشة هذا الصفاء الكوني وأنا خارج المنزل. ارتطم باب الشقة علي نغمات الرياح العاتية فأصدر صوتاً هائلاً سمعت صداه يتردد في جنبات العمارة. ما هذا الفراغ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!   
اضطر اغلب السكان إلي الإختباء في بيوتهم من هذه الموجة الباردة, كنت علي النقيض منهم فاتحاً صدري كي انال منها ما استطيع, كنت فخوراً بنفسي وانا اهبط سلالم العمارة ممتلئاً بقوة الشباب, صحيح أن رائحة البرفان التي كانت تفوح مني مصدرأ هاماً للثقة بالنفس, إلا أن هذا لم يكن السبب الرئيسي. أدركت ذلك حينما لمست قدمي أرض الشارع, كنت أشعر بالدفء برغم وصول الحرارة إلي سبع درجات فقط. الجاكت البني يغذيه الفرو من الداخل فيلتحم بجسدي يصل حتي اعلي رقبتي الطويلة, يحميني من برودة الجو فأشعر بثقة في نفسي وأنا أمشي مرفوع الرأس, أسرعت الخطي سيراً علي الأقدام في مشهد يوحي بأن لدي موعداً هاماً, الساعة تقترب من الخامسة.. لا أفضل ركوب السيارة في هذه الأجواء الشاعرية, شارع الجمهورية لا يهدأ أبداً .. الشباب يصطفون بسياراتهم علي جنبات الطريق, يسيل لعابي علي رائحة دخان البطاطا عند وصولي شارع النيل, نظرت لعربة البطاطا نظرة اعتذار عن حرماني منها, اقتربت من هدفي فدلفت اليه علي عجل, تفحصت المكان فوجدته مستعداً لاستقبالي فلم يأت إليه زواراً تحت وطأة هذا الرعد, جلست في مكاني المفضل ورحت استمتع برؤية مياه النيل وهي ترتطم بفتحات الخزان.. خزان اسيوط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق