وصلت السيارة في وقت مبكر إلي مبني صالة السفر بمطار القاهرة الدولي, أسرع حسن في النزول من السيارة في همة ونشاط, فتح شنطة السيارة ليبدأ في إخراج حقيبة سفره الممتلئة عن آخرها بأغراضه الشخصية, بادر الأب ليقوم بمساعدته في حمل الحقيبة إلا أن حسن رفض بابتسامة عريضة بدت علي وجهه أعقبها بقوله "مش تقيلة ولا حاجة يا بابا", كان وجهه يمتليء بالحماس عن آخره, نظر إلي أمه التي لم تتوقف ساعتها عن الدعاء له بأن يوفقه ويصل بسلامة الله إلي فرنسا, كان سعيداُ للغاية ومتفائلاُ بدعاء أمه له. كان الوقت لا يزال مبكراً علي موعد طائرته إلا أنه فضل أن يودع والديه سريعاً ويبادر بالدخول إلي صالة السفر بالمطار, ظهرت الإبتسامة جلية علي وجهه أمام موظفين المطار أثناء إدخاله لحقيبته علي السير المخصص لها إلي أن وصل إلي ضابط الجوازات الذي ختم جواز سفره وأعقبها بقوله " توصل بالسلامة يا فندم ", نظر إلي ساعته وهو يتوجه إلي بوابة رقم 6, لم يبق علي موعد طائرته سوي ساعتين تقريباً, كان ذلك وقتاً كافياً للحديث إلي محبوبته عبر الهاتف قبل السفر, أخرج تليفونه المحمول وبدأ يتصل وانتظر الرد إلا أن جرس الهاتف توقف بعد طول رنين, عاود الإتصال مرة أخري إلي أن انقطع صوت الجرس, فضبط الجهاز بحيث يقوم بالاتصال تلقائيا إلي أن يتم الرد, انتظر كثيراً علي أمل أن يستطيع الحديث إلي روح قلبه فلم ينل مراده وتوقف عن الاتصال عندما أدرك أن عليه الدخول إلي الطائرة فوراً فلم يبقي علي موعد إقلاعها سوي نصف ساعة, عندها فتح أيقونة الرسائل بجهازه المحمول وبدأ يكتب " نوم العافية يا حبيبتي"